بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
تـــــــــــــــراحمــــــــــوا
لفضيلة الشيخ/ مُحمد حُسَين يَعقوب
http://www.yaqob.com/site/files/audio/khoutab_tara7amo.rm
مقطتفات من الخطبة
كيـــــف أرحم من ظلمنــي ؟!!
الجواب:- أن تنشغل بالله عن الناس.
إن بعضنا يحمل في داخله أحقادًا للبشر (فلان ضربني،فلان شتمني، فلان أهانني، فلان ساعد فلانا عليا، فلان استنصرته فلم ينصرني، استقرضه ولم يقرضني،لم يساعدني) ويحمل هذا داخله، وإذ رقد من ليلته يظل يتذكر فلان أممم سيء ! وفلان أنا اكرهه وفلان ... كل هذا في داخلك !!
اللهم طهر قلوبن يارب .. والرجل الذي شهد الرسول صلى الله عليه وسلم له بالجنة. قال:- (أبيتُ كل ليلة وهذا قلبي ليس فيه غلٌ ولا ضغينة ولا بغضاء لأحدٍ من المُسلمين)
ضيعت الجنة بحقدك على المسلمين.
ثم هذا الحقد ماذا يفعل؟
ماذا يفيدك؟
فقط ضغط الدم ، وسكر ، والجلطة. هذا هو الذي صار في نفوس الناس.
فليكن لنا في نبي الله يوسف – عليه السلام – أسوة حسنة
ألقاه اخوته في الجب
ثم قالوا إن يسرق فقد سرق اخ له من قبل !
وهو يسمع !
فلما رائهم ودخلوا عليه قالوا : {أإنك لأنت يوسف}
قال: أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
الإنشغـــــــــــــــال بمنــــــــة الله
لم يقل لهم:- نعم أنا يوسف، وانت فلان... فاكر لما رمتني !!
وأنت فلان، لما صرخت وناديت عليك وأنا في البير ومرديتش عليا.
وأنت فلان، سامعك بتقول تقلوا عليه !
إنما قالوا {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} فضلك !
{وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} إعترفوا
قال {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
لا عتاب ! ارجعوا إلى أبيكم
لا إلـــه إلا الله
إنني سألُك يا عبد الله وبالله عليك أجب بينك وبين نفسك. لو كنت مكانه ماذا كنت صنعت مع إخوتك؟!
اللذين رموك في السجن ؟
بما كنت ستعتب عليهم؟
كيف كنت ستحاسبهم؟
كيف كنت ستوبخهم؟
كأني أقول كنت ستظلُ طيلة الوقت تجهز نفسك، كيف ستُذل أنفاسهم حين يأتوك.
ونبينا مُحمد – صلى الله عليه وسلم – حين مات عمه ثم ماتت زوجته وحين نالوا منه
ووضعوا التراب فوق رأسه
فداه أبي وأمي ونفسي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وشتموه
وضربوه
فخرج إلى الطائف، وظل بها شهرًا، ثلاثون يومًا ولم يسلم له رجُلٌ واحد ، ولما خرج
ضربوه فكسروا ربعيته
كسروا سنته الأمامية
وشقوا وجنته
وجرحوا كعبيه
صلى الله عليه وسلم
صلى الله عليه وسلم
ولما وقع ولم يستطع أن يقوم، ظنوا أنه مات فتركوه
فشكى لله
وحينها نزل جبريل، ومعه ملك الجبال، يقول [ لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت ]
ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنتهى السماحة وبمنتهى سعة الصدر، وفي لحظة لو تتخيل ! لو تتصور ! لو تستطيع أن تعيش المعنى النفسي عند النبي !
في هذه الحالة النفسية الشديدة بمنتهى البساطة يقول
[ اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون ]
من منكم يفعلها ؟!
حين يتمكن !! يمكنه الله من رقاب أعدائه
أطبق عليهم الأخشبين؟ لو قال نعم لأطبق عليهم الأخشبين لحظتها .
وهم كفار مشركون .. ومع ذلك قال
[ اللهم أهد قومي فإنهم لا يعلمون ]
لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله .. وقد كان
لقطة أخيرة في قصة سيدنا يوسف، لما أتاه إخوته وسجدوا له
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
{بَيْنِي وَبَيْنَ} ذكر بنفسه أولاً
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ} انشغل بالله عن إخوته الساجدين
ولم يقل (وقد أخرجني من البئر) لكي لا يكون توبيخًا لهم، ولكن قال أخرجني من السجن وهم لا يعرفون أنه كان مسجونًا
دليل سلامة قلبه من الحقد ! تغافل عن قضية البئر وقال السجن
قال {وَقَدْ أَحْسَنَ بَي} انشغل بإحسان الله
وفي النهاية {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ} انشغل بإحسان الله ولطف الله عن أذى إخوته.
فإذا أردت أن ترحم ... فأرحم
إذا أردت أن ترحم فأنشغل بإحسان الله ولطفه تكن من الراحمين المرحومين
اللهم أغفر لنا ذنونبنا ، اللهم يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم صل على النبي محمدٍ وآله وتقبل توبتنا أغسل حوبتنا وأمحو خطيئتنا وأرفع درجتنا وسدد ألسنتنا
رب ارحمنا فأنت بنا راحم ، ولا تعذبنا قأنت علينا قادر.
وألطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، اللهم أجعلنا من الراحمين المرحومين.
اللهم إنا نسألك أن تضع في قلوبنا الرحمة بالخلق، اللهم أقذف في قلوبنا الرحمة بالخلق، اللهم أملأ قلوبنا رحمةً بالخلق.
اللهم أشف كل مريض مسلم، وعاف كل مبتلاً مسلم، أقض الدين عن كل مدين مسلم، فرج كرب المكروبين من المسلمين أذهب هم المهمومين وأمسح غم المغمومين.
اللهم فك أسر المأسورين وأنصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان وانتقم من عدوك وعدوهم، اللهم انتقم من اليهود المجرمين، اللهم انقذ المسجد الأقصى واستعملنا في ذلك يارب العاملين. وصل اللهم وسلم على النبي محمد وآله آمين آمين آمين
1 التعليقات:
مكشورة اختي والله يوفقك ويجعل خاتمتك الجنة
قليل ما نجد متلك يهتمون بالدين والناس الله يجزيكي كل خير
إرسال تعليق